ارتفاع عدد المشاركين في التجارب السريرية المرتبطة بالصناعات الدوائية

فحص التضارب في تمويل الأبحاث

وفقًا لدراسة أجراها فريق من الباحثين في مركز فريد هاتش للأورام في سياتل، فإن التجارب السريرية التي تدعمها شركات الأدوية الكبرى شهدت زيادة ملحوظة في عدد المشاركين، حيث تم تسجيل ثمانية أضعاف عدد المشاركين مقارنة بتلك المدعومة من الحكومة الأمريكية خلال الفترة ما بين 2018 و2022. يجد الباحثون أن هذا الفارق يكشف عن نقص مخيف في الاستثمارات الحكومية في الأبحاث السريرية وأيضًا عن الاعتماد المتزايد على الأبحاث التي تمولها الصناعات.

الفرق الملحوظ في دور الصناعة

يقول الطبيب جوزيف أونجر، الباحث الرئيس في الدراسة، إنهم كانوا على دراية متزايدة بكيفية تحول صناعة الأدوية إلى لاعب رئيسي في أبحاث السرطان، لكن حجم الفجوة التي اكتشفوها كان مفاجئاً لهم. اعتمدت هذه الدراسة، التي أخذت بياناتها من clinicaltrials.gov، على مراجعة أكثر من 26,000 تجربة سريرية تركز على مرض السرطان.

تغييرات في أعداد المشاركين

عند مقارنة فترات التسجيل بين 2008 و2012، ازداد معدل المرضى المشاركين في التجارب السريرية المدعومة من الصناعة بشكل كبير، حيث ارتفعت النسبة من 4.8 إلى 9.6 للبالغين، ومن 0.7 إلى 2.3 للأطفال. تعكس هذه الأرقام أيضًا أن الأبحاث الممولة من الحكومة تضمن تنوعًا أكبر في التركيبة السكانية، حيث كان عدد المشاركين من الفئة السوداء في التجارب التي دعمها القطاع الحكومي ثلاثة أضعاف ما هو الحال في الأبحاث الممولة من الصناعة.

أهمية تمويل الأبحاث الحكومية

تكمن قيمة الأبحاث الممولة من الحكومة في أنها لا تقتصر فقط على دعم تصاريح الأدوية الجديدة، بل تتعامل أيضًا مع كيفية دمج علاجات مختلفة وما إذا كانت الأدوية المعتمدة فعّالة ضد أنواع معينة من السرطان. وأوضح أونجر أن عدم الاستثمار الكافي في الأبحاث السرطانية من قبل الحكومة الفيدرالية يشكل خسارة كبيرة للفرص العلمية العظيمة التي قد تؤدي إلى تقدم في هذا المجال.

مساهمة الأبحاث المدعومة من الحكومة

عبر أربعة عقود، ساهمت التجارب السريرية التي تمولها الحكومة في اكتساب أكثر من 14 مليون سنة من حياة المرضى، وقد أدت إلى تحسينات ملحوظة في بروتوكولات العلاج السريري. ويشير الباحثون إلى أن كل من الأبحاث الصناعية والحكومية لها دورها الحيوي في التقدم العلاجي.

دعوة للاستثمار الأوسع

لقد استثمرت الصناعة بشكل كبير في البحث السريري، مما ساهم في تسريع تطور علاجات السرطان المستهدفة والعلاج المناعي. ومع ذلك، يبرز أونجر أن زيادة التمويل الحكومي في أبحاث السرطان قد تؤدي إلى تحقيق إنجازات أكبر قد تعود بالفائدة الكبيرة على المرضى.

معلومات إضافية للمشاركين في التجارب

للمزيد من المعلومات حول كيفية المشاركة في التجارب السريرية، يمكن للمهتمين الرجوع إلى المعهد القومي للسرطان، الذي يوفر موارد شاملة للمرضى والأسر حول أهمية ودور التجارب السريرية.

خاتمة

تكشف هذه الدراسة عن أهمية تعزيز الاستثمارات في الأبحاث المدعومة من الحكومة لضمان تطور مستدام في معالجة السرطان، حيث يعمل كل من القطاعين العام والخاص معًا لتحقيق تقدمات تهدف إلى تحسين نتائج المرضى ورفع مستوى الرعاية الصحية.