هل سيستفيد نتنياهو من حربه ضد “حزب الله”؟

وعكس استطلاع الرأي الأخير، تغييراً ملحوظاً في توجّهات الناخبين بوضع حزب “الليكود”، حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي، على رأس نوايا التصويت، فيما إذا أجريت الانتخابات التشريعية قريباً، وهو ما يسمح له بالحصول على الغالبية في الكنيست بدعم بعض الحلفاء والمُقرّبين.
ويوضح الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنّه “على خلفية سلسلة الضربات القوية التي تلقاها حزب الله وتصاعد القتال في شمال إسرائيل، فقد تعززت مكانة حزب الليكود، خاصة مع اندلاع القتال في جنوب لبنان حيث بدأ الجيش الإسرائيلي شنّ هجوم بري ضدّ حزب الله.
وعلى الرغم من خطر اندلاع حريق يخشاه المُجتمع الدولي في الشرق الأوسط، إلا أنّ نتنياهو يستغل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تجري في لبنان لتحقيق مصالحه.
أهداف نتنياهو
أما الهدف الثاني فهو أكثر سياسية، إذ كان من الضروري أن يُثبت نتنياهو للحلفاء والشركاء أنّ إسرائيل ليست ضعيفة، وتحتفظ، على الرغم من هجوم حماس، بكل قوتها الهجومية والاستخباراتية.
وأخيراً، فإنّ الهدف الثالث لبنيامين نتنياهو هو ببساطة البقاء في السلطة، في حين يبدو أن لا شيء قادر على وقف التصعيد، حيث هددت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بالردّ على الهجوم الأخير الذي شنّته إيران على إسرائيل.
ولكنّ الصحيفة الفرنسية تقول، إنّ الهجوم الإسرائيلي يضرب دولة شبه مفلسة، مشلولة سياسياً ومُنهكة اقتصادياً، مُعتبرة أنّ إضافة الفوضى إلى الفوضى لا يُمكن أن يؤدي إلى استقرار يكون مقدمة أساسية لبدء إعادة بناء لبنان. ومع ذلك فإن إسرائيل سيكون لديها كل شيء لتكسبه من حروبها.
وتنقل الصحيفة عن الباحث الاستراتيجي هيكو ويمين الخبير في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، رؤيته بأنّ الحرب المُدمّرة ضدّ حلفاء إيران، وفي مُقدّمتهم حزب الله، هو دلالة مؤكدة على حدوث تغيير في الواقع الاستراتيجي للمنطقة.
وتساءلت “اللو موند” حول ما إذا كانت أجواء الانتصار التي يشعر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهجمات جيشه في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، سوف يُساعده في إحداث تغيير أعمق في النظام الإقليمي.
وأشارت إلى أنّ إسرائيل نفّذت ضربات جوية بالفعل على بعد حوالي 2000 كيلومتر في اليمن ضدّ الميليشيات الحوثية، وهو ما يُعطي إشارة أنّه من الآن فصاعداً، أصبح سلاح الجو الإسرائيلي جاهزاً لأعمال واسعة النطاق ضدّ إيران التي باتت في مأزق استراتيجي بعد اغتيال الشهيد نصرالله، بينما ظلّت تُراقب دون أي ردّ فعل قوي وضع “حزب الله” في الوقت الراهن. (24)