بـ 7 أسباب طارئة: أطباء الأطفال يكشفون أزمة الصحة العقلية بين المراهقين!

انذار خطير حول الصحة النفسية للأطفال والمراهقين
أطلقت الجمعية الإسبانية لطب الأطفال (AEP) تحذيرًا حاسمًا بشأن الحالة المقلقة للصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين في إسبانيا، مشيرة إلى أن الوضع يقترب من حالة “الطوارئ المطلقة”. فقد تزايدت معدلات الاضطرابات النفسية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد ظهور جائحة كوفيد-19.
تقرير مقلق قبل وبعد الجائحة
وأوضحت باولا أرميرو، المنسقة للجنة الصحة النفسية في الجمعية، خلال مؤتمر صحفي في مدريد، أنه قبل الجائحة كان حوالي 10% من الأطفال و20% من المراهقين يعانون من نوع ما من الاضطرابات النفسية. الآن، ارتفعت تلك النسبة بشكل كبير، حيث تشير البيانات إلى أن العدد قد ارتفع بنسبة 47% منذ ذلك الحين، مما يجعل الوضع في غاية الخطورة.
تزايد الأمراض النفسية بين الأطفال والمراهقين
أكدت الجمعية أن الزيادة المستمرة في حالات الأمراض النفسية بين هذه الفئات لم تتوقف، حيث أفاد 95% من الأطباء المختصين في طب الأطفال بأنهم شهدوا مثل هذه الحالات في عياداتهم، وفقًا لدراسة نُشرت في “أناليس دي بيديatria”. هناك نمط متزايد من السلوكيات السلبية مثل الاكتئاب، واضطرابات الأكل، والأفكار الانتحارية، وكذلك القلق الكبير الناجم عن الانفصالات العائلية الصعبة.
التحديات الناتجة عن التنمر
ومع ذلك، فإن أكبر مصدر قلق لدى الخبراء هو تنامي ظاهرة التنمر، سواء في المدارس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولقد أكدت أرميرو أن البيئات غير الآمنة في المدارس تؤثر بشكل كبير على تنمية الأطفال حتى يشبوا. “الاحترام المتبادل بين الأقران هو أمر لا غنى عنه في عمليات التنشئة الاجتماعية”، أضافت.
ومخاطر الشبكات الاجتماعية على الشباب
من جانبه، أبدى رئيس الجمعية الإسبانية للطب النفسي للأطفال (SPI) بيير خوسيه رودريغيز، قلقه من ظاهرة التنمر عبر الإنترنت. وأشار إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات قد زاد من الاعتماد على التواصل عبر الشبكات الاجتماعية، مما أدى إلى شعور لا يخلو من الحصانة لدى المتنمرين، متسببًا في مضاعفة حالات التنمر عبر هذه المنصات.
دعوة للعمل من الأطباء
بهذه المناسبة، أطلق 13,000 طبيب أطفال ينتمون إلى AEP حملة للمطالبة بإجراءات عاجلة لمواجهة التحديات القائمة في مجال الصحة النفسية للأطفال والشباب، تحت شعار “طب الأطفال والصحة النفسية: نبني مستقبلًا صحيًا”. واحتفالًا باليوم العالمي لطب الأطفال في 8 أكتوبر 2024، تم تقديم بيان للسلطات الصحية والتعليمية والاجتماعية، يتضمن مقترحات لمكافحة هذه الأزمة المتزايدة.
ضرورة برامج الوقاية
تدعو AEP إلى ضرورة وجود برامج وقاية شاملة في مجال الصحة النفسية في مراحل الرعاية الأولية؛ حيث تعتبر أن هذه الزيادة تشكل حالة طارئة تفرض ضرورة الاستثمار في برامج تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية منذ المراحل المبكرة.
الحاجة إلى مختصين أكثر في المجال
بالإضافة إلى ذلك، تشير AEP إلى النقص في الأخصائيين في مجال الصحة النفسية. وقد أشار رودريغيز إلى أن احتياجات البلاد قد تزداد بنسبة 20% مقارنة بالمستويات الحالية من المتخصصين.
انتظار طويل للحصول على المساعدة
أعرب غييرمو مارتن، نائب رئيس الرعاية الأولية في AEP، عن أسفه لوجود قوائم انتظار تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر في مدريد للحصول على استشارة أولية، الأمر الذي يتطلب تدخلاً سريعاً.
التعاون الشامل مطلوب
وينص البيان على الحاجة إلى رعاية صحية شاملة ومتعددة التخصصات لمواجهة زيادة حالات الصحة النفسية، حيث تلعب الأسر دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة النفسية للأطفال.
شهادات احترافية والاعتراف بالأعداد المتخصصة
أخيرًا، يدعو البيان إلى الاعتراف بالتخصصات في طب الأطفال، حيث ترى AEP أن الاعتراف بالطب النفسي للأطفال والمراهقين كاختصاص هو خطوة إيجابية لكنها غير كافية لمواجهة التحديات الحالية. تسعى AEP منذ سنوات عديدة لتحسين هذا الوضع، حيث يُظهر الواقع حاجة واضحة لقرارت رسمية تعزز مستوى التدريب والموارد المتاحة للمهنيين في هذا المجال.
دعوة للتعاون من أجل المستقبل
وفي الختام، يذكر لويس كارلوس بليسا، رئيس الجمعية، أن حماية الصحة البدنية والنفسية للأطفال والمراهقين يجب أن تكون أولوية جماعية. لذلك، يدعو الجميع، بما في ذلك الهيئات الصحية والتعليمية والاجتماعية، إلى دعم هذه القضية وتوفير الموارد اللازمة لبناء مستقبل صحي للأجيال القادمة.