الصحة النفسية تحت المجهر: 33% من الإسبان يتغيبون عن العمل بسبب الإجهاد – هل أنت منهم؟

وباء الضغط النفسي في المجتمع الإسباني

لقد أصبح الضغط النفسي أزمة شائعة في معظم البلدان المتقدمة، وإسبانيا ليست استثناءً. حيث أظهرت الأرقام أن ثلث سكان إسبانيا قد غابوا عن العمل مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي نتيجة لنوبات من الضغط النفسي، مما يشير إلى تحول هذا الاضطراب من مشكلة مؤقتة إلى قضية دائمة. هذه المعطيات مدعومة بدراسة عالمية أجرتها شركة Ipsos، والتي تضم بيانات من 31 دولة عبر خمس قارات، تم نشرها تزامناً مع الاحتفال بيوم الصحة النفسية العالمي، المقام هذا الخميس.

أسباب تضاعف حالات الضغط النفسي

تتعدد العوامل التي تساهم في هذا الظاهرة، مثل الارتفاع المتزايد في متطلبات العمل، والتقلبات الاقتصادية التي تؤثر على شريحة واسعة من المجتمع، بالإضافة إلى الضغوط في الحياة الشخصية والتطور التكنولوجي السريع. وبحسب الاستطلاعات، إيران ستة من كل عشرة إسبان أقروا بأنهم تعرضوا لنوبات من الضغط النفسي أثرت على سير حياتهم خلال الاثني عشر شهرًا الماضية.

التأثير على الفئات الأكثر ضعفاً

تظهر البيانات أن التأثيرات السلبية لهذا الاضطراب ليست موزعة بالتساوي، إذ تعاني النساء والشباب بشدة من هذه الأزمة. حيث تصل نسبة النساء الإسبانيات اللاتي يعانين من الضغط النفسي إلى 62%، وهو معدل يزيد عن نسبة الرجال بمقدار خمس نقاط. وعندما نتناول الحالات الأكثر حدة، نجد أن 53% من النساء يعانين من ضغط نفسي شديد، مما يمثل فارقًا كبيرًا مقارنةً بالرجال.

التأثيرات النفسية على الأجيال

تتجلى الفروق بوضوح بين الأجيال المختلفة، حيث تظهر الأرقام أن 72% من جيل الألفية الإسباني، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا، عانوا من فترات ضغط نفسي ملحوظة خلال العام الماضي.كما شمل ذلك 62% من جيل زد، الذي يتراوح عمره بين 18 و24 عامًا. وهذا يعني أن الضغط النفسي يؤثر على هؤلاء بشكل أكبر بكثير مقارنةً بجيل البومر، ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عامًا.

الأثر المستمر للجائحة على الصحة النفسية

وفقًا لتعليقات المستطلعين، يعاني 40% من المراهقين من مشاكل نفسية خلال نفس الفترة، مما يجعل إسبانيا في مقدمة الدول الأوروبية من حيث استهلاك الأدوية النفسية. حسب استطلاع Ipsos، 59% من الإسبان يعتبرون أن مشاكل الصحة النفسية هي أكبر مصدر قلق صحي، وهي نسبة تفوق بكثير المتوسط العالمي، بفارق 15 نقطة.

الرغبة في الدعم والتغيير

بعد ثلاث سنوات من معاناتهم مع المشاكل النفسية، يصرح الإسبان بأن القضايا النفسية تأتي على قمة اهتماماتهم الصحية، متفوقة على أمراض أخرى مثل السرطان. مع تفاقم الوضع بعد تداعيات جائحة كوفيد-19، يؤكد نحو 40% من الإسبان أن النظام الصحي يحتاج إلى تعزيز التدابير الوقائية والتشخيصية والعلاجية بالنسبة للاضطرابات النفسية، ويُعتبر النساء والشباب أبرز الفئات التي تعبر عن هذه الحاجة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى