هل تزيد الأضواء الليلية من خطر الوفاة؟ اكتشافات مذهلة من دراسة حديثة!

تكشف الدراسات الحديثة عن تأثير الإضاءة الاصطناعية في الليل على طبيعة النوم وصحة الفرد. وقد أظهرت أبحاث جديدة أجراها فريق من علماء من أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا أن الأشخاص الذين يعتادون على التعرض لأضواء ساطعة ليلاً أو العيش في بيئات مظلمة خلال النهار قد يكون لديهم فرص أكبر للوفاة المبكرة.
سابقاً، أثبتت الأبحاث أن الانقطاعات المتكررة في إيقاع الساعة البيولوجية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، منها زيادة مخاطر الموت المبكر. في هذه الدراسة الجديدة، سعى الباحثون لاكتشاف كيفية تأثير الضوء على إيقاعات الحياة لدى الأشخاص الذين يستيقظون ليلاً بشكل متكرر وكيف يمكن أن ترتبط هذه التأثيرات بخطر وفاة مبكرة.
لتحقيق ذلك، قام الفريق بجمع وتحليل بيانات من بنك بيولوجي في المملكة المتحدة، وهو عبارة عن مجموعة بيانات تشمل نحو نصف مليون شخص. وفي دراستهم التي نُشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، بحثوا في بيانات الأفراد الذين كانوا يرتدون أجهزة تتبع الإضاءة. وتمكنوا من الحصول على بيانات دقيقة من 88,905 شخص، معظمهم من ذوي البشرة البيضاء وأعمارهم تتجاوز 62 عاماً.
المخاطر المرتبطة بالتعرض للإضاءة الليلية
ركز الباحثون دراستهم على معدلات الوفاة بين الأفراد الذين تم تتبعهم على مدى ثمانية أعوام، مع مراعاة مستويات تعرضهم للضوء ليلاً أو الظلام خلال النهار. خلال فترة الدراسة، تم تسجيل وفاة حوالي 3,750 شخص، وكان من بين هؤلاء 798 حالة مرتبطة بـ أمراض القلب.
كما اكتشف الباحثون وجود علاقة وثيقة بين التعرض للإضاءة في الليل وزيادة خطر الوفاة المبكرة، وكانت هذه المخاطر أعلى بشكل ملحوظ لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب.
التعرض للشمس… هل يمكن أن يكون الحل؟
علاوة على ذلك، تبين أن الأشخاص الذين يتعرضون بشكل متكرر لضوء الشمس خلال النهار أقل عرضة للوفاة، ما يشير إلى أن التعرض لأشعة الشمس قد تكون له فوائد على المدى الطويل. كما رصد الباحثون حدوث اضطرابات في الإيقاع الحيوي لدى الأفراد الذين يستقبلون الضوء في الليل بشكل منتظم، مما يعرضهم لمجموعة من المشكلات الصحية.
بناءً على هذه النتائج، يوصي الفريق بضرورة الحفاظ على الظلام في ساعات المساء المتأخرة والصباح الباكر، حيث يكون الإيقاع الحيوي أكثر عرضة للتغييرات. كما يُفضل التعرض لمزيد من الضوء خلال النهار كلما أمكن ذلك.