10 حقائق مذهلة عن دودة الحشد الخريفية: كيف تهدد الأمن الغذائي العالمي؟







في عصر يعاني من تأثيرات التغير المناخي وظهور الكائنات الحية الغازية التي تهدد أنظمة الإنتاج الزراعي عالمياً، برزت دودة الحشد الخريفية كآفة مدمرة تشكل خطراً حقيقياً على الأمن الغذائي. لقد أثرت هذه الدودة المهاجرة على الزراعة في مناطق متعددة بما في ذلك أفريقيا وآسيا والأمريكتين منذ بداية انتشارها في عام 2016. وقد وصفتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بأنها “آفة مهاجرة عالمية”، مما يتطلب من الدول الحذر المستمر والتعاون الدولي الفعّال.
فيما يلي، نستعرض أهم المعلومات حول دودة الحشد الخريفية، دورة حياتها، بالإضافة إلى نقاط القوة والضعف التي تميزها.


تشخيص التحديات الزراعية العالمية
في هذا الإطار، أفادت وكالة الأنباء CCTV+ بأنه في سياق جهود مواجهة التحديات الزراعية العالمية، تعاونت منظمة الفاو مع الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية (CAAS) لتنظيم ورشة دولية في مدينة هويتشو الصينية خلال الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر 2024. جمعت الورشة بين خبراء من دول مثل كينيا وغانا والصين لتبادل الاستراتيجيات المستدامة لمكافحة الآفات. وأشرف على تنظيم هذا الحدث معهد حماية النباتات التابع للأكاديمية الصينية، وشكلت مناسبة لعرض الدور الحيوي للابتكار والتعاون الدولي في مواجهة التحديات الزراعية التي تعيق الأمن الغذائي.


البداية الأولى للتحدي مع دودة الحشد الخريفية
كان التهديد الأول الذي واجهته الصين من دودة الحشد الخريفية في أواخر عام 2018 حين اجتاحت مقاطعة يونان. وسريعاً ما قام معهد IPPCAAS بتطبيق أنظمة مراقبة متطورة تتضمن مصائد الفيرمونات ومحطات لرصد الحشرات، مما ساعد في الحد من انتشارها. تم تطوير استراتيجية معتمدة على تقسيم البلاد إلى “ثلاث مناطق، وأربعة أحزمة” وفقاً لسلوكيات الآفات، حيث تم توظيف تقنيات نظيفة مثل المبيدات الحيوية والذرة المعدلة وراثياً. هذه المبادرات الإبداعية أسهمت في حماية ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية وحققت وفورات تقدر بمليارات الدولارات سنوياً.
إلى جانب الجهود المحلية، عملت الصين على مشاركة خبراتها على المستوى الدولي. ففي عام 2019، نتج عن “إعلان كونمينغ” تضافر الجهود بين 11 دولة آسيوية لمكافحة الآفات. وقد لعب معهد IPPCAAS دوراً محورياً في المبادرات العالمية لمنظمة الفاو، حيث قدم الدعم لإدارة مكافحة الآفات في أقاليم مختلفة مثل آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. تجسد التعاون الدولي في ورشة العمل التي عُقدت في هويتشو، حيث تم عمل تدريبات عملية مثل استخدام الطائرات المسيرة لمواجهة الآفات، مما عكس حاجة المشاركين الإقليمية.


من خلال هذه المبادرات الرائدة في مجال إدارة الآفات، وضعت الصين نموذجاً يُحتذى به على المستوى العالمي. وقد أشادت منظمة الفاو بجهود معهد IPPCAAS في تطوير أنظمة الإنذار المبكر والتعاون الإقليمي والتقنيات الصديقة للبيئة، مما أدى إلى حصول المعهد على جائزة الإنجاز من الفاو لعام 2024 تقديراً للاعتمادية والنجاح الذي حققته استراتيجياته في تعزيز الأمن الغذائي وحماية سبل العيش لملايين الأفراد. ومع عودة المشاركين في ورشة العمل إلى بلدانهم محملين بالأدوات والمعارف الجديدة، تظهر رسالة جلية: لا يمكن مواجهة هذه التحديات بصورة فردية، بل يتطلب الأمر تعاوناً دولياً مستدامية.