هل يمكن الوثوق بالأطباء المدعومين بالذكاء الاصطناعي؟ اكتشف 5 أبعاد تعزز الثقة أو تُثير الشك!

التحول نحو الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي: الفوائد والمخاطر

الابتكار في مجال الرعاية الصحية

شهدت السنوات الأخيرة تسارعًا ملحوظًا في دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، حيث يتم الترويج له كأداة فعالة لتحسين المهام الإدارية، وتقليل العبء الوظيفي على الممارسين، وتعزيز العلاقة بين الأطباء والمرضى. رغم الوعود الكبيرة التي يحملها هذا التوجه، إلا أن هناك تساؤلات هامة حول موثوقية هذه الأنظمة وتأثيرها على الممارسات السريرية. وفق تقرير خاص من واشنطن بوست، على الرغم من القدرة التحويلية للتقنيات الحديثة في ممارسة الطب، إلا أن المخاطر المرتبطة بها، مثل تكرار الأخطاء والتحيزات، قد تؤثر سلبًا على تجربة المرضى.

الأنظمة الذكية في الخدمات الصحية

خلال الفترة الماضية، أصبح استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في المهام الروتينية أمرًا شائعًا بين الأطباء، حيث يتم استعمال هذه الأنظمة في مجالات مثل كتابة الملاحظات الطبية وصياغة الرسائل للمرضى. من أبرز هذه الأنظمة هو DAX Copilot، الذي تم تطويره بواسطة مايكروسوفت ونوانس، والذي يعمل على تسجيل المحادثات أثناء الاستشارات الطبية وتحويلها إلى ملخصات طبية. تتيح هذه الأدوات للأطباء تخصيص وقت أكبر للتفاعل المباشر مع مرضاهم، وبالتالي يزيد من جودة الرعاية.

تبني التكنولوجيا في نظام الرعاية الصحية

تنقل سرعة اعتماد الطب لتلك التقنيات شعورًا أكثر بمرونة سيلكون فالي في تطوير الحلول الرقمية بدلاً من بطء تبني الأساليب التقليدية المعتمدة على الأدلة. كما يشير الدكتور آدم رودمان، الذي يُعد خبيراً في الذكاء الاصطناعي في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، إلى أنه على الرغم من أن هذه الأدوات تحمل إمكانيات واعدة، إلا أنها ليست جاهزة بعد للتكامل الكامل في الرعاية الصحية للمرضى. حذر الخبير من الآثار السلبية المحتملة التي قد تتسبب بها “الأخطاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي” في تقديم الرعاية الضرورية.

التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على ضغط العمل

تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تخفيف الضغوطات الوظيفية التي يتعرض لها الكادر الطبي نتيجة للزيادة المستمرة في الأعباء الإدارية. يوضح دراسة نُشرت في ACP Journals أن بعض الأطباء يقضون ساعتين في المهام المكتبية مقابل ساعة من العناية المباشرة بالمرضى. من خلال أتمتة مهام مثل كتابة الملاحظات وترتيب البيانات، تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحرير الوقت وزيادة جودة التفاعلات مع المرضى.

التفاعل مع المرضى في عصر الذكاء الاصطناعي

على سبيل المثال، تُستخدم المساعدات الافتراضية لإنشاء مسودات للرد على استفسارات المرضى. هذا الأمر أصبح أكثر أهمية بعد جائحة COVID-19، حيث زاد التواصل عبر البريد الإلكتروني بين الأطباء والمرضى بشكل كبير. تجعل هذه التقنيات عملية الرد أكثر كفاءة، مما يقلل من أوقات الانتظار ويعزز تجربة العلاج.

المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا

رغم الفوائد التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي، تثير قلقًا بشأن المخاطر المحتملة التي يمكن أن تؤثر على سلامة وفعالية العلاجات. من بين التحديات البارزة هي الإجابات غير الصحيحة أو الغير مناسبة. تشير دراسة أخرى إلى أن نموذج ChatGPT قد قدم معلومات طبية غير صحيحة في 20% من الحالات، مما يبرز ضرورة وجود إشراف دقيق لضمان دقة المعلومات الطبية.

أهمية المراقبة والتنظيم

تظهر أيضاً بعض المخاوف المتعلقة بقدرة هذه الأنظمة على “الهذيان”، حيث تقوم بتوليد معلومات لا تعكس البيانات الحقيقية. وهذا قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية في اتخاذ القرارات الطبية الحيوية. على سبيل المثال، ذكرت روكسانا دانشفو، أستاذة الطب في ستانفورد، كيف أوصى نظام الذكاء الاصطناعي بعلاج غير متوافق مع الإرشادات الطبية المعتمدة في معالجة حالة التهاب الثدي.

الحاجة إلى الحذر والاستجابة السريعة

تُظهر الأحداث أن هناك افتقارًا للتنظيم المرتبط باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث لا تتطلب العديد من هذه الأدوات موافقة إدارة الأغذية والعقاقير، لأنها لا تُعتبر مستقلة في اتخاذ القرارات الطبية. بالرغم من أن ذلك يحتم على الأطباء التحقق بدقة من التوصيات المقدمة، إلا أن هذا التحقق قد لا يتم دائمًا كما هو مطلوب.

الاهتمام بخيارات العلاج الصحيحة

يطرح استخدام الذكاء الاصطناعي في تواصل الأطباء مع المرضى تساؤلات جديدة حول تكامل الدقة في مجال الرعاية الصحية. أثناء عرض ثُبت في ستانفورد، اقترح نظام ذكاء اصطناعي علاجات وصفها طبيب بأنها غير صحيحة سريريًا، مما يبرز أهمية مراجعة المتخصصين للردود الآلية. وقد أشار الدكتور كريستوفر شارب إلى أنه “يتم دائماً تعديل ما تنتجه الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنه يظل صحيحًا من الناحية السريرية”.

خاتمة

في النهاية، فإن تكامل الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي يحمل في طياته وعوداً هائلة لتحسين الكفاءة وتقليل الأعباء. ومع ذلك، يجب أن يظل التركيز على ضمان سلامة المرضى ودقة المعلومات المقدمة. يُعتبر الدمج الحذر والواعي لهذا النوع من التكنولوجيا ضرورة أساسية لضمان تقديم رعاية صحية آمنة ومناسبة للجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى