هل تتحكم مشاعرنا في شهيتنا؟ 5 حقائق مذهلة عن العلاقة بين العواطف والأكل

العلاقة بين العواطف وأنماط التغذية
تعتبر عملية الطعام ليست مجرد ضرورة جسدية، بل تتداخل فيها عدة عوامل عاطفية وثقافية واجتماعية تؤثر على اختياراتنا الغذائية. في هذا السياق، أظهرت دراسات أجرتها جامعة برشلونة وجامعة الأنديز أن مشاعر مثل التوتر والقلق والحزن وأحيانًا الفرح تلعب دورًا كبيرًا في توجيه هذه الاختيارات، متسببةً في أنماط استهلاك يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية.
التأثيرات السلبية للعواطف السلبية
تشير الأبحاث إلى أن الأكل العاطفي، وهو سلوك يتبعه الأفراد في تناول الغذاء بهدف تخفيف مشاعر سلبية مثل الاكتئاب أو الوحدة أو القلق، يتسبب في تداعيات جانبية سلبية. على سبيل المثال، خلال فترات الضغط، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، المعروف بزيادة الرغبة في تناول الأطعمة عالية السكر والدهون. هذا السلوك يوفر شعورًا مؤقتًا بالراحة نتيجة تنشيط مراكز المكافأة في الدماغ، ولكن سرعان ما يتبعه شعور بالذنب والخزي، مما يخلق حلقة مفرغة من الأكل غير الصحي.
العدوان على العواطف: الفروق بين الجوع العاطفي والفسيولوجي
يعزز الباحثون من جامعة برشلونة على ضرورة التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الفسيولوجي، لتجنب السلوكيات الغذائية غير الصحية.
الجوع العاطفي:
- يحدث فجأة ويكون نتيجة لمشاعر سلبية.
- يؤدي إلى رغبة محددة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل الحلويات والدهون.
- غالبًا ما يبقى حتى بعد تناول الطعام، مما يسبب شعورًا بالذنب.
الجوع الفسيولوجي:
- يتطور تدريجيًا عندما يحتاج الجسم إلى الطاقة.
- يمكن الإشباع بأي نوع من الأطعمة المغذية.
- يختفي عقب تناول العناصر الغذائية اللازمة، ولا يرافقه شعور بالندم.
تأثيرات العواطف على عادات الطعام
يمكن أن تؤثر العواطف بشكل كبير على سلوكيات الأكل:
التوتر والقلق: يدفعان الأفراد للانجذاب نحو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون بحثًا عن الراحة السريعة. في بعض الحالات، قد يؤدي الضغط إلى انخفاض الشهية.
الحزن والاكتئاب: قد يتسبب كلاهما في إفراط في تناول الطعام أو فقدان الرغبة في تناول الطعام. وفي حالات الاكتئاب، قد تؤدي قلة الحافز إلى اختيار أطعمة غير صحية.
- الفرح والاحتفال: غالبًا ما يرتبط الاحتفال بتناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مما يعزز الرابط العاطفي الإيجابي مع الأكل.
استراتيجيات لتعزيز العلاقة الصحية مع الطعام
تقدم الجامعتان توصيات بسيطة لتجاوز التأثيرات السلبية للعواطف:
- تحديد مواعيد ثابتة للوجبات: يساعد ذلك في الحفاظ على توازن الأيض والحد من الرغبة في الأكل بسبب القلق.
تخطيط قائمة طعام أسبوعية: يساهم في اتخاذ خيارات غذائية صحية عبر التحضير المسبق.
- تناول الطعام بوعي: ينصح بتخصيص نحو 20 دقيقة لكل وجبة للاستمتاع بكل قضمة، مما يعزز إحساس الشبع.
تجنب المشتتات: يفضل تناول الطعام بعيدًا عن الشاشات للتسجيل بوعي لمشاعر الشبع.
- اختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية: مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.
- تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة: ينبغي تقليل تناول السكريات المكررة والدهون المشبعة.
دراسة تجريبية حول السلوكيات الغذائية
أجرت جامعة برشلونة دراسة على طلاب الجامعات لاستكشاف العلاقة بين حالاتهم العاطفية وعاداتهم الغذائية. باستخدام استبيانات للفهم الذاتي للرفاهية، وجد الباحثون أن الوعي بالعواطف وتحسين القرارات الغذائية يؤديان إلى أنماط تغذية أفضل.
تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية
العلاقة بين الجسم والعقل علاقة معقدة، حيث يلعب الأمعاء، الذي يُعرف أحيانًا باسم “الدماغ الثاني”، دورًا محوريًا في تنظيم العواطف من خلال إنتاج مواد كيميائية مثل السيروتونين. توضح أبحاث جامعة برشلونة أن النظام الغذائي المتوازن يمكن أن يكون له آثار إيجابية على الحالة النفسية، مما يساعد في تحسين المزاج وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.
من خلال فهم واستكشاف هذه الروابط المعقدة بين المشاعر والغذاء، يمكن للأفراد أن يتحكموا بشكل أفضل في عاداتهم الغذائية، مما يؤدي إلى جودة حياة محسنة وصحة نفسية قوية.