5 أسباب رئيسية تجعلنا نتقلص مع تقدم العمر: كيف تحافظ على قاماتك وشبابك!

لماذا تقلل قامة الإنسان مع تقدم العمر؟

مع تقدمنا في السن، يصبح سؤال فقدان الطول موضوعًا يتطلب الكثير من البحث والدراسة. فإن انخفاض القامة الذي يعاني منه الناس مع مرور السنوات يمكن أن يُعزى إلى مزيج معقد من العوامل البيولوجية التي تشمل تدهور في العظام، بالإضافة إلى تراجع المرونة في الغضاريف واستخدام الكتلة العضلية. تؤكد هذه المعطيات أهمية فهم لماذا يحدث هذا التغيير وكيف يمكن تسهيل التعامل معه.

متى يبدأ فقدان الطول؟

توصل بحث أُجري من قِبل المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة على عينة تتكون من 2.084 شخصًا مكونة من رجال ونساء، إلى أن الفقدان في الطول يبدأ بوجه عام بعد سن الثلاثين. وتشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تزداد سوءًا مع تقدم العمر، إذ يُظهر البحث أن الرجال قد يفقدون في المتوسط حوالي 3 سم والنساء حوالي 5 سم بين أعمار الثلاثين والسبعين.

الأسباب الكامنة وراء تغير الطول

تأثير هشاشة العظام

في صميم هذه التغييرات، نجد مشكلة الهشاشة، وهي حالة تُصيب العظام فتجعلها أكثر هشاشة وعرضة للكسر. تبدأ العظام بفقدان كثافتها تدريجيًا بعد الأربعين أو الخمسين عامًا، مما يؤدي إلى ما يُعرف بــكسور الضغط الفقرية، وهي كسور تحدث من دون إصابات واضحة، مما قد يسفر عن تراجع ملحوظ في الارتفاع.

تآكل الغضاريف

لكن تراجع الطول لا يمنع وجود عوامل أخرى تسهم في هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، تآكل الغضاريف بين الفقرات نتيجة للإصابات أو جفافها مع مرور الوقت يلعب دورًا هائلًا. حيث إن هذه الأنسجة تلعب دورًا حيويًا في حماية العظام من الاصطدام المباشر، ومع مرور الزمن، تصبح أقل قدرة على الاحتفاظ بالماء وتتعرض للتلف، مما يؤدي إلى انخفاض الطول.

دور الكتلة العضلية

تُعتبر الساركوبينيا، أو فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر، من الأسباب المهمة لتراجع الطول. وتؤكد الأبحاث أن ضعف الدعم العضلي المحيط بالجسم قد يؤثر سلبًا على القدرة على الوقوف بشكل مستقيم. إذا لم نُعالج هذا الأمر، فإن الشخص قد يواجه صعوبة أكبر في الحفاظ على وضعه الجسدي الصحيح.

استراتيجيات للحد من فقدان الطول

للتخفيف من تأثيرات هذه الظاهرة، يُعد تحسين النظام الغذائي والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية أمرين حيويين. يُوصى بتعزيز الكالسيوم وتناول المكملات الغذائية الغنية بــفيتامين د؛ لأن هذا الفيتامين يساعد على امتصاص الكالسيوم بكفاءة. وعلاوة على ذلك، ينصح بممارسة الأنشطة البدنية مثل المشي ورفع الأثقال للمساهمة في الحفاظ على قوة العظام.

أهمية الوضعية السليمة

أيضًا، تتطلب لدينا معرفتنا الجيدة بــوضع الجسم أثناء الوقوف والمشي. حيث أن الانحناء أو الانكسار يمكن أن يسبب تقوسًا مفرطًا في العمود الفقري، مع ضرورة ممارسة تمارين بسيطة مثل وضعية السوبرمان والبلانك لتقوية عضلات الظهر والبطن، مما يساعد على الحفاظ على وضع مستقيم وتقليل فقدان الطول.

الاستعداد لمواجهة المخاطر الصحية

يجب الانتباه إلى أن فقدان الطول المفاجئ قد يكون علامة على وجود مشكلات صحية أكثر خطورة. لذا، من الضروري مراجعة الطبيب في وقت مبكر عند ملاحظة تغيرات كبيرة في الطول. بالإضافة لذلك، فإن النساء والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطان يمكن أن يكونوا أكثر عُرضة لمخاطر الإصابة بهشاشة العظام بسبب تغيرات مستويات الهرمونات مع تقدمهم في السن.

في النهاية، من الضروري الاعتناء بالصحة الجسدية واتباع نمط حياة صحي للحفاظ على القدرات الجسدية. ومع تقدم العمر، يبقى الاعتناء بالصحة والنمط الحياتي السليم السبيل نحو تخفيف آثار تلك التغيرات الجسدية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى