دراسة تكشف: ماذا لو كان تناول الطعام أقل يطيل حياتك أكثر من الصيام المتقطع؟

التوازن في النظام الغذائي ودوره في تعزيز العمر

إن الطريق إلى حياة طويلة وصحية لا يلعب فيه نوع الطعام الذي نتناوله فقط، بل أيضًا الكمية التي نتناولها دورًا محوريًا. الأمر ليس جديدًا، فقد أظهرت الأبحاث أن تقليل المدخول الغذائي بنسبة تتراوح بين 12 و 25% قد يساهم في زيادة مدة الحياة الصحية. هذه النتائج تتكرر عبر سنوات عديدة من الدراسات العلمية.

البحث عن السبب وراء العلاقة بين التغذية وطول العمر

على مدار العقود الماضية، أكدت التجارب في المختبرات أن تقليل كمية الطعام يؤدي إلى زيادة في العمر لدى الحيوانات. ومع ذلك، واجه العلماء تحديات في فهم السبب وراء فعالية هذه الأنظمة الغذائية في زيادة العمر، وكيفية تطبيقها بشكل مثالي على البشر.

دراسة جديدة تؤكد الفوائد الصحية للتقليل من السعرات الحرارية

في دراسة حديثة نُشرت في عام 2024 في مجلة “Nature”، تعاون فريق من العلماء من مختبر جاكسون (JAX) في الولايات المتحدة مع باحثين آخرين لتحليل صحة ما يقرب من ألف فأر يتبعون أنظمة غذائية متنوعة، مما أضاف معرفة جديدة حول هذا الموضوع الهام.

تنوع الجينات وأثره في النتائج الصحية

تم تصميم الدراسة بحيث تشمل كل فأر مع اختلافات جينية، مما ساعد على تمثيل التنوع الجيني الموجود في البشر بشكل أفضل. وقد جعل هذا من النتائج ذات دلالات صحية أوسع، حيث يعتبر هذا البحث من أهم الدراسات المتعلقة بالشيخوخة وطول العمر.

السعرات الحرارية والتغذية: أيهما أكثر تأثيرًا؟

توصلت الدراسة إلى أن التقليل من السعرات الحرارية كان له تأثير أكبر على العمر مقارنة بنظام الصيام المتقطع. وكشفت أيضًا عن أن الأنظمة الغذائية المنخفضة السعرات تُطيل عمر الفئران بغض النظر عن نسبة الدهون أو مستويات الجلوكوز، التي تعد عادة علامات على الصحة العامة وعمليات الشيخوخة.

الوزن وتأثيره على الصحة العامة

ومن المثير للاهتمام، أن الفئران التي عاشت لفترة أطول مع أنواع الحميات المقيدة كانت تلك التي فقدت وزنًا أقل بالرغم من استهلاكها كميات أقل من الطعام. بينما الفئران التي تعرضت لفقدان وزن أكبر كانت لديها طاقة أقل، ونظام مناعي متدهور، وتقليل في العمر.

أهمية القوة الجسمانية في مواجهة الضغوط

وفي تعليق له، أكد غاري تشيرشيل، الأستاذ في JAX ورئيس الدراسة، على أهمية مفهوم “المرونة”. حيث أشار إلى أن الفئران الأكثر قدرة على الاحتفاظ بوزنها خلال فترات التوتر والقيود الغذائية كانت تبقى على قيد الحياة لفترة أطول. كما اقترح أن مستوى معتدل من تقليل السعرات قد يكون الطريقة المثلى للحفاظ على الصحة وزيادة العمر.

تحليل أنظمة غذائية متعددة والفائدة من تنوعها

تمت دراسة الفئران الإناث وفقًا لخمسة أنظمة غذائية مختلفة: أحدها حيث يمكن للفئران تناول ما تشاء في أي وقت، وثانٍ وثالث حيث تتلقى الفئران نسبة 60% و80% من السعرات اليومية على التوالي، في حين أن النظامين الأخيرين تميزا بالصيام ليوم أو يومين أسبوعيًا مع حرية الطعام في الأيام الأخرى.

الإفرازات الوراثية وتأثيرها العميق

عند تحليل بيانات الدراسة، اكتشف الباحثون أن العوامل الوراثية لها تأثير أكبر بكثير على متوسط العمر المتوقع من الأنظمة الغذائية المعتمدة. مما يبرز الأهمية الكبيرة للخصائص الجينية التي لم تُكتشف بعد وكيفية تأثيرها على صحة الفرد.

نموذجات وأفكار جديدة حول علم العمر

تطرح هذه الدراسة أسئلة جديدة حول المفاهيم القديمة حول كيفية تأثير بعض الأنظمة الغذائية على طول العمر. على سبيل المثال، العوامل التي تشمل الوزن ونسبة الدهون ومستويات السكر في الدم لا توضح حالة العلاقة بين تقليل السعرات ومدة الحياة. بل إن صحة الجهاز المناعي والخصائص المرتبطة بخلايا الدم الحمراء كانت أكثر ارتباطًا بالعمر الصحي.

التداعيات على الدراسات البشرية

تشير هذه النتائج إلى أن الأبحاث الخاصة بالعمر البشري والتي تعتمد على قياسات أيضية كعلامات تدل على الشيخوخة قد تتغافل عن جوانب أكثر أهمية متعلقة بالعمر الصحي.

الخلاصة: فقدان الوزن وأثره على العمر

“رغم أن تقليل السعرات الغذائية يعد نافعًا بشكل عام للاحتفاظ بالعمر، إلا أن فقدان الوزن نتيجة لتقليل السعرات قد يكون له تأثير عكسي”، أوضح تشيرشيل. وأشار إلى أن الدراسات التي تركز على الأدوية المتعلقة بعلم العمر، والتي يظهر فيها الأفراد فقدان الوزن وتحسن في المؤشرات الأيضية، قد لا تعكس بالضرورة احتمالات زيادة عمرهم في المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى